شبح الفتاة الجزء الثالث والاخير
مع مرور السنين، تلاشى ذكر قصة "الفتاة الشبح" من ذاكرة أهالي القرية، وبات منزل عائلة "الحاوي" يُعرف باسم "البيت القديم" فقط. عاش فيه العديد من العائلات، دون أن تتعرض لأي أحداث غريبة أو مخيفة.
لكن في ليلة مظلمة عاصفة، انتقلت عائلة جديدة إلى "البيت القديم". كان لديهم ابنة صغيرة تُدعى "نور". في تلك الليلة، بينما كانت "نور" نائمة في سريرها، استيقظت على صوت ضحكة خافتة.
تجاهلت "نور" في البداية، معتقدةً أنها مجرد أصوات الرياح العاتية. لكن مع ازدياد شدة الضحكات، شعرت بِرعبٍ يجتاحها. لم تستطع مقاومة الفضول، فنهضت من سريرها وبحذر شديد، اتجهت نحو مصدر الضحك.
وصلت "نور" إلى غرفة مظلمة في الطابق العلوي لم تفتحها العائلة من قبل. وضعت أذنها على الباب، مُصغيةً لصوت الضحكات. وفجأة، سمعت صوت غناء خافت، كأنّ شخصًا ما كان ينشد أغنية حزينة.
فتحت "نور" الباب ببطء، ودخلت الغرفة المظلمة. وفجأة، ظهر ضوء خافت في أحد أركان الغرفة. اتجهت "نور" نحوه، وفوجئت بِشبح فتاة صغيرة يقف أمامها.
كانت الفتاة ترتدي فستانًا أبيضًا ممزقًا، وشعرها الأسود منسدلًا على كتفيها. ابتسمت الفتاة الشبح لِ "نور" ابتسامة حزينة، ثم مدّت يدها نحوها.
شعرت "نور" بِبرودةٍ تسري في جسدها، لكنّها لم تستطع مقاومة رغبة الفتاة الشبح. مدّت يدها ولمست يدها الباردة. وفجأة، سحبها الشبح إلى داخل الظلام.
في الصباح التالي، استيقظ أفراد عائلة "نور" على صراخها. هرولوا إلى غرفتها ليجدوها مرمية على الأرض، فاقدة للوعي.
عندما استعادت "نور" وعيها، لم تتذكر أي شيء مما حدث في تلك الليلة. لكنّها منذ ذلك الحين، بدأت تتصرف بغرابة. كانت تتحدث إلى نفسها، وتضحك بمفردها، وتنظر إلى زوايا الغرفة كأنّها ترى أشياء لا يراها أحد.
أدرك أفراد العائلة أنّ "نور" قد مسّها الشبح، فاستعانوا بشيوخ القرية والرقاة لقراءة القرآن الكريم وطرد الأرواح الشريرة من المنزل.
وبعد أيامٍ قليلة، هدأت "نور" وعادت إلى طبيعتها. لكنّها لم تنسَ أبدًا تجربتها المرعبة مع الفتاة الشبح. بقيت قصة "نور" تُحكى كِعبَرةٍ للأهالي، تذكيرًا لهم بِخطر الأشباح والأرواح الشريرة التي تسكن المنازل القديمة.
ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ أحد على فتح الغرفة المظلمة في الطابق العلوي مرة أخرى، خوفًا من عودة روح الفتاة الشبح وملاحقة من يدخلها.
rwm afp hgtjhm [3 ,hghodv ( pwvd)