-
كَانت اجتَماعاتنا تَكثر بلا ميعَاد وكَانت البشَاشة هي من
تُصفق بيننا إلى أن جاءَ هذا الزَمان الذي به يختان الموعد
ولا يعرفُ لهذهِ الاجتمَاعات مَعنى .
إلا الشَتات الذي يَعبُر ارواحَنا ويَنثر ذلك النَسيان لِمُحبي
السِلوان احَاديث النَقاء |
والقلبِ الخاوي | إلا من البياضِ
وتتناثر صورُ
الإحسانِ لِتُهدي قلوبَنا رغيفًا متَنهــــد .
فقد تلوث ذلكَ القلب في الكثيرِ إلا القليل .
وَكم حَارب ذلك الحُقد
الصَفاء وتلكَ الفِتنة كمَن يُفتت
ورقةً فارغة لا حاجَة لها وَ لا عيشةً هنيئة أمست تعمُ
في الديارِ حتى اصبحَ هناكَ في كلِ زاويةِ آثارِ حسد
وكَم إنَسان سقط على أرضهِ وصاحَ بهِ
الداء . .
وبسببَ الآلام التي سَكنت في جسدهِ أصبحَ لسانهُ
يتمتمُ ويتلعثمُ بالكلامِ وأدمعٌ من بؤرةٍ باتت ذابلــــةٌ
تُخفي خلفها كَثيرًا من الكتمان ! !
وما أكثر من أكل لحمِ أخيهِ
غِيبة ونبتَ بهِ الحقدُ منبتَ
النباتِ الضارِ . . واما
النَميمة باتت في الألسنِ كمـــن
يشربُ قدحًا من الماء . . !
فما الحاضر إلا صُورًا مُتعَاكِسة للمَاضي إلا من رحمِ
ربي ، فايجب علينَا ان نُحافظ على مَاتبقى من جَمالِها
في قَلوبنا حتى لا يأوي إليها تآكل التغيرِ ويخمَد ذلكَ
الجَميل ويحتل
التلوثُ مكانه . .
هُنَاكَ صَوت خَفي لايَعلمهُ إلا الله يردد
بِنداء :
أما من مُنَادي يحي الأرضَ ويعيدها روضةً
غنَاء ! ! .
لِتَصبح قلوبنا مُترعةٍ
بالصَفاء !
رحماكَ ربي . . وإليك يرجع المصير . . !
.