السلام عليكم..
لا يمكن الانعزال الكامل عن محيطنا، سواء كان هذا المحيط أهل أو أقارب أو معارف أو زملاء عمل... أو غيره
مصطلح (عدم الانتماء) مصطلح عميق صراحة وأعتبره خطر جداً في العلاقات الانسانية، يمكن أن نسميه شعور اللامبالاة.. أو شعور عدم الاهتمام، إلا أن ما يريح النفس هو أن نؤمن بأن لا يوجد أناس سيئون بالمطلق، أو صالحون بالمطلق، فكل منّا له جانبه المعتم.. وثلاثة جوانب أخرى قد تكون مشرقة.. أو عالقليل جانب واحد مشرق وصالح يستحق التواصل معه.
وبهذه الحالة الحكم على أي شخص بأنه مؤذي بالكامل يحتاج إلى مراجعة، والقرار باعتزاله يحتاج مراجعة أكبر..
نحن نعيش في مجتمع ممتد ومتداخل، تتضارب وتتقاطع العلاقات فيه، والانعزال عنه لأي سبب آثاره السلبية أكبر من الإيجابية، فبدل الانعزال يمكننا التغيير في الآخرين، أو نتعامل مع جانبهم المضيء والصالح وعدم الاكتراث للصفات السلبية إن فشلنا في تعديلها وتقويمها..
قد تكون مشكلتنا في هذا العصر أننا نرغب بالتوافق أكثر مما ينبغي، التوافق بأن نفهم ويفهمنا الجميع بغض النظر عن الاختلاف في البيئة أو الفروق العمرية أو العلمية، فإن لم تنكسر هذه الفروقات نقرر بأننا مختلفين عن الآخرين، والابتعاد عنهم أكثر سلاماً.. وهذا قد يكون خطأ فادح لأن الاختلاف الذي تفرضه البيئة شيء طبيعي لا يمكن معالجته بالتنكر لثقافة الآخرين ( عاداتهم وأساليبهم).