يتحتم على الوالدين غرس هذه المهارة في نفوس أطفالهم منذ الصغر، ولكن يتبادر سريعًا إلى أذهاننا سؤال ُملح وهو؛ هل للقراءة سن معين نبدأ مع الطفل فيه؟ .. والواقع والدراسات
يتحتم على الوالدين غرس هذه المهارة في نفوس أطفالهم منذ الصغر، ولكن يتبادر سريعًا إلى أذهاننا سؤال ُملح وهو؛ هل للقراءة سن معين نبدأ مع الطفل فيه؟ .. والواقع والدراسات يؤكدان على أن السن ليس عامل مهم في تلك النقطة، فيمكن لنا أن نحبب الطفل في القراءة من سنين عمره الأولى.
فالطفل مع بداية شهره الخامس يظهر اهتمامه بالكتب التي تحتوي على صور ملفتة للنظر وألوان زاهية، لذا يمكن للأم وضع مجلة بها صور مبهجة لجذب انتباه الطفل نحو الورق وطريقة الإمساك به، ثم يتطور الأمر قليلا بين سن الثانية والرابعة لحب الطفل للقصص القصيرة وهنا تكون للصورة معاني لدى الطفل يشعر بها، وبعد الرابعة وحتى السادسة تبدأ الحروف تتداخل لتكون لنا كلمات مبسطة، للتداخل هي الآخرى مع الصور لكي توصلنا في النهاية لطفل لديه شغف ويحب القراءة.
من خلال النقاط التالية سنحاول توضيح كيف نستطيع ربط أطفالنا (القراءة بأسلوب سهل وبسيط :
1- لاشك أن اهتمام الوالدين أو أحد منهما بالقراءة يجعل علينا من السهل التأثير على الطفل ، فإنه يعطي للطفل قدوة وأسوة حسنة في حب القراءة ، وكذلك العمل على توفير مكتبة يمكن للطفل أن يجد فيها ما يشد ويجذب انتباهه هو الآخر عامل مهم قد يزيد من ربط الطفل بالقراءة منذ نعومة أظفاره، فيشب وهو صغير على منظر المكتبة والكتب , وهناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص، وهذا في دول العالم المتقدم، أما في العالم الثالث، فلا زالت كتب الطفل ومجلاته قليلة، ولكنها تبشر بخير. ولا شك أن لهذه الكتب والمجلات والقصص شروط منها:
أ - أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل.
ب - أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل.
جـ - أن تلبي احتياجات الطفل القرائية.
د - أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة
2- يجب على الوالدين الاهتمام بتوفير الكتب التي تناسب أعمار كل طفل ؛ مع مراعاة أيضًا اهتمامات وميول كل منهم، فمثلا إذا كان الطفل يهوى الكمبيوتر والإنترنت فسنحاول أن نوفر له كتب تتناول ذلك الجانب... وهكذا
3- التدرج القرائي مع الطفل فلا نكلفه ما لا طاقة له به، مما يجعله ينفر من فكرة القراءة.
4- تخصيص المكان والوقت الجيد للقراءة فلا يكون المكان وسط البيت فيتعرض الطفل لكم من المشتتات تلهيه عن إكمال القراءة، أو أن يكون الوقت وقت لعبه فنلزمه بالقراءة، فلنجعلهم يختارون الأوقات التي تناسبهم، والأماكن التي يحبونها.
5- خصص لطفلك وقتا تقرأ فيه معه، فقد أثبتت دراسات أجريت حديثاً علي الأطفال الذين يحرص والديهم علي القراءة لهم بانتظام، أنهم يتعلمون القراءة بسهولة كبيرة وبسرعة أكثر بالمقارنة بالذين لا يقرأ أبائهم لهم، كما أنها وسيلة مهمة تعمل على ترسيخ العلاقة الحميمية بين الطفل ووالديه.
6- استغلال الفرص والمناسبات :
إن استغلال الفرص والمناسبات لجعل الطفل محباً للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على الأب أن يدركها. فالمناسبات والفرص التي تمر بالأسرة كثيرة، ونذكر هنا بعض الأمثلة، لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة.
أ - استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل. وكذلك عندما ينجح أو يتفوق في دراسته.
ب - استغلال المناسبات الدينية، مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى، ويوم عاشوراء، وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات، والقراءة له، وحواره بشكل مبسط والاستماع لأسئلته.
جـ – استغلال الفرص مثل الرحلات والنـزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء الطفل قصصاً عن الحيوانات. وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص مشوقة لها، وهناك فرص أخرى مثل
المرض وألم الأسنان، يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها.
د - استغلال الإجازة والسفر : من المهم جداً ألا ينقطع الطفل عن القراءة، حتى في الإجازة والسفر، لأننا نسعى إلى جعله ألا يعيش بدونها، فيمكن في الإجازة ترغيبه في القراءة بشكل أكبر، وعندما تريد الأسرة مثلاً أن تسافر إلى مكة أو المدينة أو أي مدينة أخرى، يستغل الأب هذا السفر في شراء كتيبات سهلة، وقصص مشوقة عن المدينة التي سوف تسافر الأسرة لها، وتقديمها للطفل أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الاسرة، وسوف تكون لهم القراءة الممتعة جزءاً من ذكريات طفولتهم التي لا تنسى !!
7- نعمل على اصطحاب الطفل إلي معرض للكتاب ليختار ما يناسب سنه وميوله.
8- فليحرص الوالدين علي اصطحاب كتاب معهما عند الخروج من المنزل ، خاصة إذا كانا سيذهبان إلي مكان يحتاج منهما إلي الانتظار مثل زيارة الطبيب.
9- نصائح أخرى :
أ - اقرأ لأطفالك أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت بسيطة ، أو مكررة، وقد تكون أنت مللت من قراءتها، ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة في القراءة.
ب - عليك بالقراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، واستعمل أصواتاً مختلفة، واجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة !
جـ - ناقش أطفالك فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط , وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر، كل أسبوع مرتين على الأقل.
ويمكن أن تقرأ القصة على أطفال مجتمعين، ثم يمثلوها ويلعبوا أدوار شخصياتها.