اثير حلم
17-11-2021, 07:56 AM
أجراس الحياة
https://c.top4top.io/p_2147v68zj1.jpg
المصلحة الشخصية
المصلحة بحسب ما يُفهم من معاجم اللغة، هي ما يَبعث على الصلاح وما يتعاطاه الإنسان من الأعمال الباعثة على نفعه وخيره او باعثة على نفع وخير الآخرين، وعلى ضوء هذا التعريف المقتضب يتضح وجود نوعان من المصلحة أحداهما خاصة والأخرى عامة، وكلاهما نابع من غريزة لدى الإنسان.
ويمكن القول بأن السعي لتحقيق المصلحة الخاصة هو أمر مشروع، لكن المشكلة في طغيان هذه الحاجة بحيث أن الإنسان يغلّب مصالحه ومنافعه ويقّدمها على مصالح الآخرين بصورة مجحفة، ولا يفكّر ولا يهتم إلا بمصالح نفسه وذاته، ولو إذا استلزم ذلك الأمر الإضرار بالآخرين، او إهمال مصالحهم إن كان المقصود في موقع مسئول او يؤدي وظيفة مهمة.
بل إن تقديم المصالح الخاصة والتشبث بها وترك مصالح الآخرين يؤدي للعديد من التداعيات السلبية، إن بعض المجتمعات تعاني اليوم من تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة في الكثير من شؤون الحياة، ومنها التعدي على الحقوق والأموال العامة والتقصير والإهمال في الأداء المهني والوظيفي وتقديم المصالح القومية الضيقة على المصالح العامة، وتغليب التعصب العشائري والقومي والديني على الانتماء الوطني، وقد أدى ذلك الى ابتلاء الناس بالكثير من الأزمات والتخلف وهضم الحقوق، وتخلف المجتمع وتخلّفه عن ركب المجتمعات الأخرى.
من يؤثر ويغلب مصالحه الشخصية والضيّقة ولم يبالِ ولم يكترث بما يلحق الآخرين من ضرر وأذى طالما أن مصالحه الخاصة تتحقق فهو بعيد عن مفهوم الحب والتقدير، وقد تحكمت فيه غريزة الأنانية حداً جعلتهُ عبداً يسير وفق ما تمليه تلك الغريزة.
ومن هنا يتضح أن البحث عن المصالح الخاصة بلا ضوابط او قيود ومبادئ وسلطة تحدّ من ذلك فحينئذ ستتحول الى قوة تدمير وإفساد للمجتمع، وتترك الضعفاء فريسة للأقوياء وأصحاب السلطة والقوة والمال، وسينعدم الاستقرار والسلم والأمانة وتُهضم الحقوق، بل يهدّد مستقبل الأجيال القادمة.
إن تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة يؤدي الى زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع، بحيث يطغى جانب التشكيك بالآخر على كل جهة او فرد وتصبح مسألة حب الإنسان وبنائه والسعي لتطوره وتقدمه وازدهاره مجرد حلم في مهب الريح.
في حين أن المفترض في الظروف الصعبة هو تكاتف المجتمع، وإيثار أفراده لمنافعهم ومصالحهم الخاصة لأجل مصلحة المجتمع ككل، لأنه في هذه الحال ستكون النتائج ايجابية للجميع، وقد جاء في الذِكر الحكيم ما هو مصداق لهذا الأمر بقوله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وإيثار الشيء يعني اختياره وتقديمه على غيره، والخصاصة الفقر والحاجة.
ولكن، هناك وسائل وقواعد يمكن الوصول من خلالها الى حالة تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، مثل الاهتمام بالمنظومة الفكرية والأخلاقية، والاهتمام بمصالح الآخرين وقضاء حوائجهم
ومن جانب آخر تعد مسألة وجود القدوة أي المسئول الصالح، من الوسائل المهمة التي يمكن أن تصل بالمجتمع الى حالة تفضيل المصلحة العامة، فإيثار المسئول القدوة لمصلحته، وتقديم مصالح أفراد المجتمع عليها سوف يولّد انعكاسات ايجابية كبيرة على الأوضاع الاجتماعية بصورة عامة.
وهذا ما انتهجه النبي محمد صلى الله عليه وآله حيث كان أسوة حسنة وقدوة يستضيء بها الناس، فكان يجلس بينهم ويستمع إليهم،
وهذه البيئة والقدوة الصالحة هي التي تصنع الإنسان الذي يسعى للخدمة ونفع الآخرين، والتي يجب أن يكون المعلّم والطبيب والموظف والكاسب جزء حيوي ومهم منها، للوصول الى علو المجتمع واستقراره وازدهاره.
إن مراعاة المصلحة العامة - هو مبدأ عقلائي، فكما أن الإنسان يحرص على مصالح نفسه يجب أن يحرص على نفع وخير ومصالح الآخرين
https://c.top4top.io/p_2147v68zj1.jpg
المصلحة الشخصية
المصلحة بحسب ما يُفهم من معاجم اللغة، هي ما يَبعث على الصلاح وما يتعاطاه الإنسان من الأعمال الباعثة على نفعه وخيره او باعثة على نفع وخير الآخرين، وعلى ضوء هذا التعريف المقتضب يتضح وجود نوعان من المصلحة أحداهما خاصة والأخرى عامة، وكلاهما نابع من غريزة لدى الإنسان.
ويمكن القول بأن السعي لتحقيق المصلحة الخاصة هو أمر مشروع، لكن المشكلة في طغيان هذه الحاجة بحيث أن الإنسان يغلّب مصالحه ومنافعه ويقّدمها على مصالح الآخرين بصورة مجحفة، ولا يفكّر ولا يهتم إلا بمصالح نفسه وذاته، ولو إذا استلزم ذلك الأمر الإضرار بالآخرين، او إهمال مصالحهم إن كان المقصود في موقع مسئول او يؤدي وظيفة مهمة.
بل إن تقديم المصالح الخاصة والتشبث بها وترك مصالح الآخرين يؤدي للعديد من التداعيات السلبية، إن بعض المجتمعات تعاني اليوم من تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة في الكثير من شؤون الحياة، ومنها التعدي على الحقوق والأموال العامة والتقصير والإهمال في الأداء المهني والوظيفي وتقديم المصالح القومية الضيقة على المصالح العامة، وتغليب التعصب العشائري والقومي والديني على الانتماء الوطني، وقد أدى ذلك الى ابتلاء الناس بالكثير من الأزمات والتخلف وهضم الحقوق، وتخلف المجتمع وتخلّفه عن ركب المجتمعات الأخرى.
من يؤثر ويغلب مصالحه الشخصية والضيّقة ولم يبالِ ولم يكترث بما يلحق الآخرين من ضرر وأذى طالما أن مصالحه الخاصة تتحقق فهو بعيد عن مفهوم الحب والتقدير، وقد تحكمت فيه غريزة الأنانية حداً جعلتهُ عبداً يسير وفق ما تمليه تلك الغريزة.
ومن هنا يتضح أن البحث عن المصالح الخاصة بلا ضوابط او قيود ومبادئ وسلطة تحدّ من ذلك فحينئذ ستتحول الى قوة تدمير وإفساد للمجتمع، وتترك الضعفاء فريسة للأقوياء وأصحاب السلطة والقوة والمال، وسينعدم الاستقرار والسلم والأمانة وتُهضم الحقوق، بل يهدّد مستقبل الأجيال القادمة.
إن تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة يؤدي الى زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع، بحيث يطغى جانب التشكيك بالآخر على كل جهة او فرد وتصبح مسألة حب الإنسان وبنائه والسعي لتطوره وتقدمه وازدهاره مجرد حلم في مهب الريح.
في حين أن المفترض في الظروف الصعبة هو تكاتف المجتمع، وإيثار أفراده لمنافعهم ومصالحهم الخاصة لأجل مصلحة المجتمع ككل، لأنه في هذه الحال ستكون النتائج ايجابية للجميع، وقد جاء في الذِكر الحكيم ما هو مصداق لهذا الأمر بقوله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وإيثار الشيء يعني اختياره وتقديمه على غيره، والخصاصة الفقر والحاجة.
ولكن، هناك وسائل وقواعد يمكن الوصول من خلالها الى حالة تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، مثل الاهتمام بالمنظومة الفكرية والأخلاقية، والاهتمام بمصالح الآخرين وقضاء حوائجهم
ومن جانب آخر تعد مسألة وجود القدوة أي المسئول الصالح، من الوسائل المهمة التي يمكن أن تصل بالمجتمع الى حالة تفضيل المصلحة العامة، فإيثار المسئول القدوة لمصلحته، وتقديم مصالح أفراد المجتمع عليها سوف يولّد انعكاسات ايجابية كبيرة على الأوضاع الاجتماعية بصورة عامة.
وهذا ما انتهجه النبي محمد صلى الله عليه وآله حيث كان أسوة حسنة وقدوة يستضيء بها الناس، فكان يجلس بينهم ويستمع إليهم،
وهذه البيئة والقدوة الصالحة هي التي تصنع الإنسان الذي يسعى للخدمة ونفع الآخرين، والتي يجب أن يكون المعلّم والطبيب والموظف والكاسب جزء حيوي ومهم منها، للوصول الى علو المجتمع واستقراره وازدهاره.
إن مراعاة المصلحة العامة - هو مبدأ عقلائي، فكما أن الإنسان يحرص على مصالح نفسه يجب أن يحرص على نفع وخير ومصالح الآخرين