اثير حلم
03-08-2021, 11:44 AM
https://www.raed.net/img?id=7860 (https://www.raed.net/)
عبدالله البنين 2021/8/3
أتيتُ إلى عرابتي، مُعلمتي في دَيرِ العِبادة متهندماً، وأنا في غَايةِ الأنسِ والسّعادة، لكنْ علَى غير ِعادة ،
كَانَ العُجبُ والخُيلاءَ يملآني تِلك اللَحظة، حتى أنا لا أعلم لِماذا أبدو كذلك!
أهو سٌخفٌ أو سُذاجةٌ و غرور؟ او ربما فَرحاً بلقاء مربيتي، فأنا لا أقابلها الا مرة واحدة في الأسبوع،،
على أي حال ! أحيانا لا يوجد مبرر أو تفسير للخيلاء والنفخة الكذابة عند البعض ،
سوى الشعور بوسوسة وغرور أو باستمرار في حالات المراهقة .
وقفتُ أمام مربيتي قاسية القلب، نظرت إليّ بازدراء، كانت نظراتها تجوبني مِن الأعلىَ الى الأسفل وبالعكس.
ضحكتْ ، وقالت : أتيتَ، هاه، ماذا لديك هذه المرة ؟ تبدو منتفخاً كطاؤوس أعمى ؟
قلتُ سيدتي : طاؤوس وأعمى ! المهم كيف ترينني ومستقبلي ؟ ظلت تحدق إلي مراراً،
وكأنها تراني لأول مرة . قالت : أي مستقبل، القريب أم البعيد ؟ قبل هذا ، اخبرني ، كم عمرك الآن ؟
قلت : عشرون عاما سيدتي . سألتني كأنها تريد أن تذكرني بسنوات مَضت من عمري هباءً منثوراً.
قالت : هاه ! وفي أي مرحلة دراسية أنت الآن ؟
قلت : في آخر سنة من الثانوية العامة سيدتي الجميلة .
ضحكت ثانية وقالت : هل تخرّج زملاءك وأصدقائك من الجامعة ؟
قلتُ : سيدتي أنتِ لم تعملي بوصيّةِ أمي، ولم تأخذينني الى المدرسةِ إلا في سِنْ الثامنةِ
أردفت قائلة : أصغ إلي جيدا يا بني ، فيما يخص مستقبلك القريب،
مازلت الآن تحظى باهتمام ورعاية كاملة ، لذا تشعر بسعادة وراحة دائمة ،
لأنك يا بني تعيش في وسط طبقة مخملية مرتاحة، ظروفها المادية جيدة منذو زمن بعيد ،
لذلك تبدو معتمداً على نعمتك ولم تشعر يوماً، بما شعر به الآخرين من هم أو تعب،
ولم تصب يوماً بأية معاناة في هذه الحياة !
أما بخصوص مستقبلك الأتي، فهو مستقبل مظلم، ومجهول للغاية مادمت تصادق ابنُ شخصيةٍ مستبدة ،
لا يكاد يفيق من سكرته في يوم سوى سَاعة او ساعتين، فإذا ما أفاق من سكرته ضيّق على النّاس حَياتَهم
واشغلهم عن الالتفات الى أمورهم الخاصة ، وتسايرُ أصدقاء لا يريدون بك وبمستقبلك خيراً ،
وكأني بك تسير على أرض ملغومة، في أية لحظة تنفجر، عندئذ ستكون أنت الخاسر الوحيد في هذه الحياة.
يا بني : رأيتك مرات عديدة تجالس شُبانَ، مفتتناً بصداقتهم، مخلصا في محبتهم، وهم في الخفاء،
يستغلونك ليستأثروا بكل ما لديك، فاذا ما حصلوا على مرادهم ، تركوك وحدك تواجه أصعب الأمور ولا ينفع الندم.
يا بني : يجب أن تتوقف فورا عن مصادقة ومسايرة أولئك النوع من البشر، لأنهم سيخذلونك يوما،
ولن تجد أحداً منهم يقف الى جانبك، والتفت الى دروسكَ، ولا تخرج من داركَ، إلا الى مدرستكَ.
وانتبه لحياتك ولمستقبلك وفقك الرب وحفظك ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عبدالله البنين 2021/8/3
أتيتُ إلى عرابتي، مُعلمتي في دَيرِ العِبادة متهندماً، وأنا في غَايةِ الأنسِ والسّعادة، لكنْ علَى غير ِعادة ،
كَانَ العُجبُ والخُيلاءَ يملآني تِلك اللَحظة، حتى أنا لا أعلم لِماذا أبدو كذلك!
أهو سٌخفٌ أو سُذاجةٌ و غرور؟ او ربما فَرحاً بلقاء مربيتي، فأنا لا أقابلها الا مرة واحدة في الأسبوع،،
على أي حال ! أحيانا لا يوجد مبرر أو تفسير للخيلاء والنفخة الكذابة عند البعض ،
سوى الشعور بوسوسة وغرور أو باستمرار في حالات المراهقة .
وقفتُ أمام مربيتي قاسية القلب، نظرت إليّ بازدراء، كانت نظراتها تجوبني مِن الأعلىَ الى الأسفل وبالعكس.
ضحكتْ ، وقالت : أتيتَ، هاه، ماذا لديك هذه المرة ؟ تبدو منتفخاً كطاؤوس أعمى ؟
قلتُ سيدتي : طاؤوس وأعمى ! المهم كيف ترينني ومستقبلي ؟ ظلت تحدق إلي مراراً،
وكأنها تراني لأول مرة . قالت : أي مستقبل، القريب أم البعيد ؟ قبل هذا ، اخبرني ، كم عمرك الآن ؟
قلت : عشرون عاما سيدتي . سألتني كأنها تريد أن تذكرني بسنوات مَضت من عمري هباءً منثوراً.
قالت : هاه ! وفي أي مرحلة دراسية أنت الآن ؟
قلت : في آخر سنة من الثانوية العامة سيدتي الجميلة .
ضحكت ثانية وقالت : هل تخرّج زملاءك وأصدقائك من الجامعة ؟
قلتُ : سيدتي أنتِ لم تعملي بوصيّةِ أمي، ولم تأخذينني الى المدرسةِ إلا في سِنْ الثامنةِ
أردفت قائلة : أصغ إلي جيدا يا بني ، فيما يخص مستقبلك القريب،
مازلت الآن تحظى باهتمام ورعاية كاملة ، لذا تشعر بسعادة وراحة دائمة ،
لأنك يا بني تعيش في وسط طبقة مخملية مرتاحة، ظروفها المادية جيدة منذو زمن بعيد ،
لذلك تبدو معتمداً على نعمتك ولم تشعر يوماً، بما شعر به الآخرين من هم أو تعب،
ولم تصب يوماً بأية معاناة في هذه الحياة !
أما بخصوص مستقبلك الأتي، فهو مستقبل مظلم، ومجهول للغاية مادمت تصادق ابنُ شخصيةٍ مستبدة ،
لا يكاد يفيق من سكرته في يوم سوى سَاعة او ساعتين، فإذا ما أفاق من سكرته ضيّق على النّاس حَياتَهم
واشغلهم عن الالتفات الى أمورهم الخاصة ، وتسايرُ أصدقاء لا يريدون بك وبمستقبلك خيراً ،
وكأني بك تسير على أرض ملغومة، في أية لحظة تنفجر، عندئذ ستكون أنت الخاسر الوحيد في هذه الحياة.
يا بني : رأيتك مرات عديدة تجالس شُبانَ، مفتتناً بصداقتهم، مخلصا في محبتهم، وهم في الخفاء،
يستغلونك ليستأثروا بكل ما لديك، فاذا ما حصلوا على مرادهم ، تركوك وحدك تواجه أصعب الأمور ولا ينفع الندم.
يا بني : يجب أن تتوقف فورا عن مصادقة ومسايرة أولئك النوع من البشر، لأنهم سيخذلونك يوما،
ولن تجد أحداً منهم يقف الى جانبك، والتفت الى دروسكَ، ولا تخرج من داركَ، إلا الى مدرستكَ.
وانتبه لحياتك ولمستقبلك وفقك الرب وحفظك ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،